Flick Club LogoFlick Club Logo

الغیبة

سيّد شبيب مهدي الخرسان

سيّد شبيب مهدي الخرسان الامام المهدي صاحب الزمان

المقدّمة الحمد لله الّذي علا فتعالى، وبعد فلا يرى وقرب فشهد النَّجوى وسع كرسيه السَّماوات والأرض رؤوف ودود شكور غفور..... وصلّ الله على عبده المصطفى محمد صلّ الله عليه وأله الذي قرب من العليّ الأعلى، فكان قاب قوسين أو أدنى والّذي حمل على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعلى أله المعصومين الأطهار الّذين جعلهم الله نورًا للعباد وهدى تحصنهم من الضّلال. أمّا بعدُ. إنَّ قضية الغَيبة للإمام الثّاني عشر المنتظر عجَّل الله تعالى فرجه الشَّيف ليست غريبة وليست هي بدعة، ولا قصة يشوبها الوهم والخيال، إنَّما هي قضية حقيقية أخبرنا بها الصَّادق الأمين وخاتم أنبياء ربِّ العالمين محمد صلّ الله عليه وأله والأئمة المعصومون عليهم السَّلام وسردها لنا التَّأريخ قال رسول الله صلّ الله عليه وأله: «المهدي من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه النَّاس بي خلقًا وخلقًا تكون به غَيبة وحيدة تضل فيها الأمم، ثمَّ يقبل كالشَّهاب الثاقب يملأها عدلً وقسطًا كما ملئت جورًا وظلمً (((ثمَّ أنَّا من السّنن الإلهيَّة الّتي أرادها الله أن تجري عليه كما جرت على الأنبياء والأولياء الصَّالحين كموسى وعيسى وإبراهيم والخضر وغيرهم، فأصل الغَيبة موجودة في الأمم السَّابقة والمصلحين ليتسنى لهم الأمر والعمل بحرية اوسع بدون مراقبة ولا متابعة والإفلات من أيدي الظّالمين وسلاطين الجور من الإمساك بهم، ثمَّ قتلهم أو زجّهم في السَّجون، فينتفي الغرض الّذي بعثوا من أجله ولم يحققوا الهدف الّذي وكّل إليهم قال الله تعالى: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلً).

يتألف هذا الكتاب من تمهيد وثلاثة مواضيع رئيسية، تكلمنا في التَّمهيد عن غَيبة الأنبياء والأوصياء والمصاعب والفتن التي مرت عليهم، ثمَّ تكلمنا في الموضوع الأول عن معنى الغَيبة ومميزاتها، وفي الموضوع الثّاني عن أسبابها، وفي الثّالث عن المسؤولية التي تقع على عاتقنا في زمن الغَيبة، وماهي وظيفتنا ازاء الفتن التي تمرّ علينا والشّبهات الّتي تطرح وكيف نردها ؟ وما هو الهدف من وراءها؟