Flick Club LogoFlick Club Logo

الطف

المقدّمة علّمت الثّورة الحسينية النّاس كيف يكونوا أحرارًا؟ وكيف تصنع حياة البشر عزيزة كريمة خالية من العبودية إلا لله الواحد الأحد ربّ الأرباب وخالق السَّموات والارض وما فيهنَّ وما بينهنَّ وربّ العرش العظيم، وليست خاضعة للطواغيت من حكام الجور والاقطاعية النَّاهبة لثروات الشَّعوب والسَّارقة لقوت النَّاس تحت مسميات متعددة وعناوين براقة كما هو ديدن الحكومات الظّالمة الّتي تسعى في الأرض فسادًا، وهمها ما يدخل جوفها وتغفل عمّ يراد منها، قال أمير المؤمنين عليه السَّلام: «ما خلقت ليشغلني أكل الطّيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها، وتلهو عما يراد بها »))) فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان حرًا أبيًا عزيزًا كريمً، والإمام الحسين عليه السَّلام سلك هذا المنهج وطبقه بأسلوب عملي حينما خرج على الطاغية يزيد معلنًا ثورته الكريمة رافضًا للخضوع والذل رافعًا راية الحرية مبينًا لمنهجه القويم كما سيتضح. يتألف كتابنا هذا من مقدمة وأضواء على معركة الطّف وسبعة أبعاد: فتكلّمنا في البعد الأول عن منهج الإمام الحسين عليه السَّلام في الحرية وأوضح مصداق لها خروجه على حكم يزيد بثورته العارمة التي حرر فيها الناس من العبودية اليزيدية ولذا توالت الاعتراضات والثورات عليه بعد ثورته المباركة، أما البعد الثاني كان في الاصلاح فمثّله عليه السَّلام بقوله: «وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي... »)))، وفي البعدين الثّالث والرَّابع عن منهجه الإنساني والحضاري، وتكلّمنا في البعدين الخامس والسَّادس عن منهجه عليه السَّلام الأخلاقي والعبادي، أما في البعد السَّابع كان في منهجه التَّعبوي والعسكري وبه ختمنا هذا الكتاب والحمد لله ربّ العالمين وصلّ الله على نبينا محمد وأله الطاهين.

Reviews (0) see more

Seems like you haven't provided a review

Don't miss the opportunity to share your thoughts!

Similar Books
Similar Movies
Similar TV Series
Similar Games